أوجه الشبه بين مشركي العرب قبل الإسلام ومشركي الصوفية والشيعة

إن من ينظر في حال الصوفية والشيعة اليوم يجد أن بينهم شبه كبير يربطهم بمشركي العرب قبل الإسلام مع فارق بسيط لصالح مشركي العرب

فمشركي العرب قبل الإسلام كانوا على بقايا من دين الحنيفية ملّة إبراهيم عليه السلام فهم يحجون ويصومون ويتصدقون ويزعمون أن ماهم عليه هو ملة إبراهيم عليه السلام.

في حين نجد أن مشركي الصوفية والشيعة على بقايا من ملة الإسلام ملة محمد صلى الله عليه وسلم فهم يحجون ويصومون ويتصدقون ويصلون ويزعمون أن ما هم عليه هو ملّة محمد صلى الله عليه وسلم.

عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحلته.

وكذا رواه أبو أسامة، عن هشام به. وزاد: وكان يصلي إلى الكعبة، ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم.

رواه ابن هشام في السيرة

لكن مشركي العرب كانوا يدعون شركائهم من الملائكة والجن والأصنام والأوثان من دون الله تعالى ويستغيثون بهم ويستعيذون بهم ويسألونهم قضاء حوائجهم بجلب المنافع ودفع المضار

وكذلك الصوفية والشيعة يفعلون نفس الشيء مع الأنبياء والصالحين بل إنهم أصبحوا ينحتون أصناما على صور بعض الصالحين كما فعل قوم نوح عليه السلام وكما فعل مشركي العرب، يتبركون بهم ويدعونهم من دون الله تعالى!

بل إن مشركي العرب كانوا يبنون القبور ويشيدونها ثم يعبدونها بدعاءها من دون الله تعالى والإستعانة بها والإستغاثة بها والإستعاذة بها فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى.

كما فعلوا بقبر اللات، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان يلتّ السويق للحاجّ.

وعن مجاهد تلميذ ابن عباس رضي الله عنه، أن اللاتّ كان رجلا يلت السويق لحجاج المشركين فمات فعكفوا على قبره.

رواه الطبري في التفسير

وكذلك الصوفية والشيعة فقد بنو على قبور آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى قبور معظّميهم وأخذوا يدعونهم من دون الله تعالى ويستعينون بهم ويستغيثون بهم ويستعيذون بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى!

وذهب بعض المؤرخين إلى أن اللات اسم صنم كان يعبد في الجاهليّة، حيث كان يزعم مشركوا العرب أن اللات والعزّى ومناة بنات الله، تعالى الله علوّاً كبيرا، وبهذا فاللات ليس وصفاً لرجل، بل هو اسمٌ لامرأة كانت تعبدها العرب في الجاهليّة.

ولكن ما روي عن ابن عباس وتلميذه مجاهد يفيدنا في أن العكوف على القبور، ودعاءها وسؤالها قضاء الحاجات، كان من عبادات المشركين، والذي يظهر أن ابن عبّاس خلط بين القبر الذي كان يعتكف عنده مشركوا قريش، وبين صنم اللات، فظن أن اللات لقب لصاحب القبر، ومثل هذه الأوهام تقع كثيراً عند الرواة.

وكان مشركي العرب يزعمون أنهم إنما اتخذوا الأنداد من دون الله تعالى ليكونوا وسطاء وشفعاء لهم عند الله وأنهم يعتقدون أن هذه الأنداد لا تنفع ولا تضر إلا بإذن الله تعالى.

قال تعالى: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) [الزمر : 3]

قال الإمام الطبري في تفسيره فيما نقله عن ابن عباس ومجاهد وقتادة: "يقول تعالى ذكره: والذين اتخذوا من دون الله أولياء يَتَوَلَّوْنَهُم, ويعبدونهم من دون الله, يقولون لهم: ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلى الله زُلْفَى, قربة ومنـزلة, وتشفعوا لنا عنده في حاجاتنا" اهـ

وقال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [يونس : 18]

قالر الإمام الطبري: "يعني: أنهم كانوا يعبدونها رجاء شفاعتها عند الله" اهـ

ومع ذلك فلم يعذر الله المشركين على هذا، بل بعث إليهم رسولا ينهاهم عن ذلك ويخبرهم بأن هذا هو الشرك الأكبر الذي لا يغفره.

وكذلك الصوفية والشيعة يقولون إنما نعبد الأنبياء والصالحين ليكونوا لنا وسطاء وشفعاء لنا عند الله مع اعتقادنا أنهم لاينفعون ولايضرون إلا بإذن الله تعالى!

وهذا الوجه من أعظم وجوه الشبه بين مشركي العرب ومشركي الصوفية والشيعة وأكثره وضوحاً وبياناً لحال هؤلاء المشركين!

وكذلك من رأى كيف أن الصوفية والشيعة حولوا المساجد إلى محلات للرقص والتصفيق ويدعون أن هذا عبادة تقربهم إلى الله تذكر ما وصف الله به مشركي العرب قبل الإسلام في قوله تعالى:(وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) 

الفارق الوحيد بين مشركي العرب ومشركي الصوفية والشيعة أن مشركي العرب كان إذا حزبهم أمر اخلصوا الدعاء لله تعالى.

قال تعالى مخبراً عنهم: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) [العنكبوت : 65]

قال الطبري فير تفسيره: "يقول تعالى ذكره: فإذا ركب هؤلاء المشركون السفينة في البحر، فخافوا الغرق والهلاك فيه ( دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) يقول: أخلصوا لله عند الشدّة التي نـزلت بهم التوحيد، وأفردوا له الطاعة، وأذعنوا له بالعبودة، ولم يستغيثوا بآلهتهم وأندادهم، ولكن بالله الذي خلقهم ( فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ )يقول: فلما خلصهم مما كانوا فيه وسلَّمهم، فصاروا إلى البرّ، إذا هم يجعلون مع الله شريكا في عبادتهم، ويدعون الآلهة والأوثان معه أربابا." اهـ

ومشركي الصوفية والشيعة إذا حزبهم أمر اخلصوا الدعاء لشركائهم من دون الله تعالى فمن بالله عليكم أشد كفراً وشركاً؟!

ذكر السلف – أئمة أهل السنة والجماعة المتقدمين – أن من لم يكفر الكافر ممن يفهم ولا يجهل فهو كافر فأخشى والله أن يكون من يصف الصوفية والشيعة بأنهم مسلمون أنه قد خلع ربقة الإسلام من عنقه وبرئ من الله ورسوله.

الفرق والمذاهب المنتسبة إلى الإسلام

افترقت المذاهب المنتسبة إلى الإسلام من حيث مصادر التلقي ومنهج الاستدلال إلى ثلاث مدارس، وهي:

مدرسة أهل الحديث.

ومدرسة أهل الرأي.

ومدرسة أهل الكلام.

وما من مدرسة من هذه المدارس، إلا وهي تأخذ بشيء من مصادر الأخرى في التلقي، ومنهجها في الاستدلال، إلا أن لكل مدرسة أصل تعتمد عليه، وتحيل البقيّة إليه.

فمدرسة أهل الحديث، أخذ بشيء من الرأي والكلام، ولكنها لا تقدم على النص الشرعي شيئاً، فهي تأخذ من الرأي والكلام، ما لم يرد به نص شرعي عن الله أو عن رسوله، ولا يتعارض مع ماورد عنهما .

ومدرسة أهل الرأي، يأخذون بشيء من الحديث والكلام، ولكنهم لا يقدمون على الرأي شيئاً، دينهم يقوم على ما يستحسنونه من أراءهم، وإذا تعارض الحديث أو الكلام مع رأيهم، قدموا أراءهم، واسقطوا الحديث والكلام.

ومدرسة أهل الكلام، يأخذون بشيء من الحديث والرأي، ولكنهم لا يقدمون على الكلام شيئاً، فدينهم يقوم على الكلام والفلسفة، وإذا تعارض كلامهم وفلسفتهم مع الحديث أو الرأي، قدموا الكلام والفلسفة، وأسقطوا الحديث والرأي.

وأهل الرأي وأهل الكلام، هم سبب ظهور البِدع والمبتدعة في الإسلام، لأن النصوص الشرعية من القرآن والسنة، ترد أحيانا بما لا يتوافق مع أهوائهم، فيضطرون في سبيل ذلك، إلى تحريف معنى الآية إن كان معناها الظاهر الذي تعرفه العرب من كلامها يخالف أراءهم، أو تجاهلوا الآية إن أعيتهم الحيلة في تحريف معناها الظاهر، وإن كان حديثاً حرفوا معناه أيضاً، وإن أعيتهم الحيلة كذبوا به، لأنهم قد يستطيعون التكذيب بالحديث ولا يستطيعون التكذيب بالقرآن.

فافترقت المذاهب المنتسبة إلى الإسلام من حيث الاتباع، أي: اتباع الكتاب والسنة، إلى فرقتين:

الأولى: أهل السنة والجماعة.

والثانية: أهل البدع والفرقة.

فأهل السنة والجماعة هم الذين يعتمدون في معرفة الإسلام على القرآن وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وتابعي التابعين "وهم القرون المفضلة الأولى" من الأخبار ويسمونها الأحاديث أو الآثار ويقفون حيث وقفت نصوص الكتاب والسنة ولا يتكلفون علم ما لا يدرك علمه إلا بوحي من الله عز وجل فإن كان فيه وحي من الله قالوا به وآمنوا به وإن لم يكن فيه وحي سكتوا عنه ووقفوا عنده ويفسرون القرآن والسنة بما يتوافق مع ما تعرفه العرب من معاني كلامها ويقدمون النقل أي النصوص الشرعية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على العقل فالعقل عندهم تابع للنقل لأن الله عز وجل جعل لعقول عباده حدودا في المعرفة لا يتجاوزها وسموا أهل السنة لأنهم يتبعون سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهي طريقته ومنهجه التي عرفوها من خلال أحاديثه وآثاره وآثار أصحابه الذين هم تلامذته وآثار التابعين الذين هم تلامذة الصحابة وآثار تابعي التابعي الذين هم تلامذة التابعين وسموا أهل الجماعة لأنهم يدعون إلى الجماعة وهي التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين وتابعي التابعين لأنه لا اجتماع في الدين إلا على هذين الأصلين.

وأما أهل البدع والفرقة فهم الذين يزيدون في الدين شرائع وعقائد وعبادات ومعاملات لم ترد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولم تؤثر عن صحابي أو تابعي أو تابعي تابعي ويفسرون القرآن والسنة بما يتوافق مع آرائهم وأهوائهم أو مع كلامهم وفلسفتهم وإن كان تفسيرهم يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم وما أثر عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ولا يتوافق مع لغة العرب الذي تعرفه من كلامها وبما أن آرائهم مختلفة وأهواءهم متعددة فقد تفرقوا شيعاً وأحزابا يبغض بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا ويكفر بعضها بعضا لذلك أسماهم أهل السنة: أهل البدع والفرقة.

فإن قال قائل: أوليس أهل السنة والجماعة يكفرون غيرهم من أصحاب البدع الغالية أيضا؟

والجواب: بلا. ولكن أهل السنة والجماعة لا يكفرون إلا من كفره الله ورسوله بأن دلّت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على كفره وهذا بخلاف أهل البدع والفرقة فإنهم يكفرون أهل السنة والجماعة ويكفرون مخالفيهم من الفرق البدعية الأخرى لمجرد أنهم خالفوهم في أراءهم وأهوائهم التي ابتدعوها في دين الله. فتكفير أهل السنة والجماعة لغيرهم قائم على الدليل الشرعي وتكفير أهل البدع والفرقة قائم على الرأي والهوى.

والبدع على قسمين:

بدع غالية وهي البدع التي تمس أصول الدين وثوابته الثابتة بالكتاب والسنة

وبدع يسيرة وهي التي لا تمس أصول الدين وثوابته وإنما هي عبادات وقربات يزيدونها في الدين لم يأمر بها الله عز وجل ولا نبيه صلى الله عليه وسلم مثل بدعة التغبير وهي إنشاد القصائد في الوعظ وبدعة الذكر الجماعي وبدعة الاحتفال بالمولد النبوي.

وكل دعوة إلى عبادة لم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعي فهي بدعة.

وللعبد أن يتقرب لله بما شاء من القربات شرط أن لا تخالف ما شرعه الله ورسوله من العبادات القلبية والقولية والفعلية وأن لا يدعو العباد إليها ولا يجعلها سنة يسنها للناس فعندئذ تصير بدعة ويأثم عليها.

والبدع جميعها مرفوضة لأن أصحابها إن سلموا من الإثم لم ينالوا الأجر على فعلها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليها أمرنا فهو رد".

ونحن هنا سوف نتطرق للبدع التي تمس أصول الدين وثوابته لخطورتها ولأن بعضها يذهب بإسلام العبد ويلحقه بالملاحدة والمشركين.

والبدع كثيرة وأصولها تسع: المرجئة والخوارج والقدرية والجبرية والمعطلة والممثلة والناصبة والشيعة والصوفية.

أما المرجئة هم الذي يزعمون أن الأعمال ليست من الإيمان والمقصود بالأعمال هنا هي العبادات التي أمر الله عز وجل بها كالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها من العبادات والقربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه بمعنى أن الإنسان إذا لم يؤدي شيئا من العبادات فهذا لا يضره وأن الإيمان في قلب العبد لا يزيد ولا ينقص. 

ثم هم يفترقون في القدر الذي يستحق به العبد أن يقال عنه مؤمن إلى أربع فرق:

الأولى تقول: أن الإيمان اعتقاد بالقلب فقط دون إقرار باللسان أو عمل بالجوارح.

والثانية تقول: أن الإيمان إقرار باللسان فقط دون اعتقاد بالقلب أو عمل بالجوارح. 

والثالثة تقول: أن الإيمان اعتقاد بالقلب وقول باللسان فقط دون عمل الجوارح وأن أعمال الجوارح شرط كمال فقط.

وهنا تنبيه: وهو أني لا أعلم في هذه الفرق الثلاثة من يحكم بإسلام من يخالفها في معتقداتها فكل فرقة من هذه الفرق الثلاثة تؤمن بمعتقدات أخرى في باقي مسائل العقيدة ولا يظهر إرجاؤها إلا لمن تابعها في معتقدها.

والرابعة تقول: أن العالم إذا اجتهد وأخطأ فهو معذور باجتهاده والعامة إذا أخطئُوا معذورون بجهلهم. 

والخامسة تقول: أن الإيمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص فيوافقون السنة ظاهراً ولكنهم يزعمون أن العبد إذا نطق الشهادتين وحافظ على الوضوء والصلاة فلا يضره شيء وإن وقع في بدعة مكفرة كالشرك الأكبر أو الإلحاد في صفات الله ونحو ذلك ويعتذرون له لدرء حكم الكفر عنه بصنوف من الأعذار التي هي في حقيقتها لا تسمن ولا تغني من جوع! بعضها وضعوه في غير مواضعه وبعضه باطل بنص القرآن والسنة فوافقوا أهل السنة نظرياً ووافقوا الجاحظية حكماً.

قلت: وأكثر المنتسبين إلى المدرسة السلفية اليوم يعتنقون هذا المذهب الهجين!

وأما الخوارج فهم الذين يستحلون الخروج بالسيف على أئمة المسلمين وعامتهم وهم فرقتان: غلاة وغير غلاة.

فالغلاة فرقتان:

الأولى: هم الذين يكفرون أصحاب الكبائر كالزاني والسارق وأشباه هؤلاء ويزعمون أنهم إذا ماتوا من غير توبة فهم مخلدون في النار ويستحلون دماءهم وأموالهم وأعراضهم.

والثانية: هم الذين يقولون أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين. ففي الدنيا يجرون عليه أحكام المسلمين وفي الأخرة يجرون عليه أحكام الكافرين ويخلّدونه في النار.

وأما غير الغلاة فهم طائفة من المسلمين لم يكفروا أحدا بكبيرة من كبائر الذنوب ولم يقولوا بالمنزلة بين المنزلتين ولكنهم خرجوا على أئمة المسلمين لمظلمة وقعت منهم أو لفسق اشتهر عنهم زعموا أنهم خرجوا إنكارا للمنكر فوقعوا في منكر أشد منه.

وأما أهل السنة والجماعة فيقولون: أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح لا يجزئ شيء من هذه الثلاثة عن الأخر. والجوارح هي العين والأذن والفم واللسان واليدين والقدمين، وأن العبد قد يكفر باعتقاده أو قوله أو عمله.

وأن الأعمال على أربعة أقسام:

الأول: أعمال أمر الله بالقيام بها وأخبر أن تركها كفر وردة عن الإسلام.

الثاني: أعمال نهى الله عنها وأخبر أن القيام بها كفر وردة عن الإسلام.

الثالث: أعمال أمر الله بها وأخبر أن تركها معصية ولكن تاركها لا يكفر.

الرابع: أعمال نهى الله عنها وأخبر أن القيام بها معصية ولكن تاركها لا يكفر.

فمن وقع في اعتقاد أو عمل مكفر إن كان لا يلزم من تكفير من وقع فيه إقامة الحجة فهو كافر وإن لم تقم عليه الحجة وإن كان يلزم منه إقامة الحجة فهو كافر بعد قيام الحجة عليه ومن وقع في معصية نقص إيمانه بقدر المعصية التي ارتكبها ولكنه لا يكفر فإن تاب في الدنيا فالله يغفر له وإن مات ولم يتب فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه بقدر ذنوبه ثم أدخله الجنة وإن شاء عفى عنه وأدخله الجنة ومن عمل بالطاعة زاد إيمانه بقدر الطاعة التي أداها. 

وأنه لا يجوز الخروج على أئمة المسلمين بالسيف حتى نرى منهم كفرا بواحا فيه عندنا من الله برهان مع القدرة على الخروج عليهم وأما إن كان هؤلاء الأئمة فساقا أو ظلمة فلا ينازعوا في أمرهم إلا إذا أمنت الفتنة فيخلعون ويستبدلون بإمام صالح يقيم للناس أمور دينهم ودنياهم. وأما مع عدم القدرة في الحالتين فيجتهد المسلم في الدعوة إلى الله على بصيرة ونشر العلم النافع.

فسلموا بذلك من مذهب المرجئة ومذهب الخوارج معا.

وأما القدرية فهم ثلاث فرق:

الأولى: هم الذين يزعمون أن الله عز وجل لم يعلم بالحوادث قبل وقوعها ولا قدر شيئا ولا قضاه ولا كتب ولا شاء شيئا وهم نفاة القدر.

والثانية: وهم الذين يقولون بأن الله يعمل بوقوع الحوادث مجملة ولكنه لا يعلم بتفاصيل الأحداث إلا عند وقوعها. 

والثالثة: وهم الذين يقرون بأن الله علم بوقوع الحوادث قبل وقوعها وكتبها بالقلم في اللوح المحفوظ ولكنه لم يشأ وقوع الشر والباطل والمعصية ويعنون بالمشيئة هنا المشيئة الكونية. 

وأما الجبرية فهم الذين يزعمون أن الله علم بالحوادث قبل وقوعها وقدّرها وقضاها وكتبها وشاءها خيرها وشرها ولكنهم يفسرون القدر بالجبر فيزعمون أن الله عز وجل جبر الخلائق على أفعالهم تعالى الله علوا كبيرا.

وهناك فرقة أخرى تدعى المجبلة خرجت من ضئضي الجبرية، يزعمون أن الله تعالى جبل العباد على أفعالهم فالمخلوق عندهم يولد حين يولد مسلماً أو كافرا وهؤلاء خلافهم مع الجبرية أشبه ما يكون بالخلاف اللفظي فقط. 

والعجيب أن كثير من أئمة أهل الحديث والسنة المتقدمين يتبنون هذا المذهب وهو مذهب مخالف للكتاب العزيز ولسنة النبي ولكن اشتبهت عليهم معرفة معاني بعض الأحاديث فوقعوا في الخطأ.

وأما الصواب إن شاء الله تعالى وهو ما دلت عليه الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، ودلّت عليه العقول الصحيحة والفطر السليمة، هو أن الله عز وجل لكمال علمه علم ما سوف يقع من الحوادث قبل وقوعها وأنه إذا شاء أن يعلم شيئا علمه ثم خلق القلم والكتاب مما شاء فأمر القلم بكتابة ما سبق في علمه أنه كائن فكتب ذلك كله في الكتاب وشاء وقوع ما سبق في علمه أنه واقع من حق وباطل وطاعة ومعصية وخير وشر مشيئة كونيّة أي أذن بوقوع ذلك فلا يقع في ملك الله إلا ما أذن الله بوقوعه وقسم بينهم أرزاقهم وآجالهم ومآلهم على ما سبق في علمه فيهم ثم خلق الخلق على ذلك فكل مخلوق ميسّر لما سبق في علم الله أنه كائن منه وعليه. فالقدر عند أهل السنة هو الإيمان بعلم الله الأزلي ومشيئته النافذة.

وأما المعطلة فهم الذين ينفون صفات الله تعالى أو بعضها مستندين في تأويلها إلى علم الفلسفة - إن صحة تسميته علماً - لذلك يقال للمعطلة: أهل الكلام وأهل الفلسفة؛ لأنهم يستمدون تعطيلهم للصفات من علم الفلسفة. وأما ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من ذكر صفات الله فهم فيه على فرقتين:

الأولى: تأول معاني هذه الصفات بما يخالف معناها الظاهر كتأويلهم صفة الاستواء بالاستيلاء والغلبة والقهر وصفة اليد بالقوة أو النعمة ونحو ذلك ويقال لهم: المتأولة.

الثانية: تفوِّض معاني هذه الصفات مع اعتقادهم أنها ليست على ما يظهر من معانيها التي تعرفه العرب من كلامها ويزعمون أنها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل ويقال لهم: المفوضة.

والقاسم المشترك بين المتأولة والمفوّضة هو نفي ما تدل عليه هذه الصفات من معانٍ ظاهرة! لأن إثباتها عندهم يقتضي شبيه الله بخلقه! ولكنهم يختلفون هل تأول أو تفوَّض.

والمتأولة انقسموا بدورهم إلى فرقتين:

الأولى تقول: بأن الله تعالى وتقدس في كل مكان بذاته. وهم الحلولية والاتحادية والوجودية والشهودية.

والثانية تقول: بأن الله تعالى لا يعرف له مكان وأنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا مّتصل به ولا منفصل عنه ولا يمينه ولا شماله ولا فوقه ولا تحته.

وهؤلاء لم يأخذوا صفات الله تعالى من كتاب الله ولا من سنة رسول الله، ولا فهموا ما ورد في القرآن والسنة من صفات الله تعالى بفهم العرب الأميين الذين أنزل الوحيان بلغتهم، بل إنهم أخذوا ما وجدوه في كتب ملاحدة فلاسفة الإغريق كأفلاطون وأرسطو وجالينوس وأفلوطين وأشباههم من الضلّال من الصفات التي وصفوا الله تعالى بها وهؤلاء الفلاسفة ليسوا أنبياء ولا يوحى إليهم بشيء وإنما يرضخون من رؤوسهم، ويتكلفون علم ما لا يمكنهم علمه إلا بخبر من الله أو من رسوله فأخذ هؤلاء المغبونون من الجهمية والماتريدية والأشاعرة ما سطره هؤلاء الدجاجلة الفلاسفة وأرادوا أن يجلوه ديناً في الإسلام، لما وجدوا أن القرآن والسنة ولغة العرب لا توافقهم على ذلك، عمدوا أولا إلى لغة العرب فحرفوا معاني الكلمات الي تتعارض معانيها مع أقوال أئمهم فلاسفة الإغريق كادعائهم أن استوى تأتي بمعنى استولى أو غلب وقهر. أو ادعائهم وقوع حذف في جمل لا يمكن وقوع الحذف فيها في لغة العرب إمعانا منهم في إضلال الخلق والتدليس والتلبيس عليهم.

ثم إن المعطلة هؤلاء لما علموا أن مذهبهم لا يروج بين الناس إلا بالانتساب إلى مذهب أهل السنة أشاعوا بين الناس أنهم من أهل السنة وأقبلوا على تفسير القرآن وشرح الأحاديث ليحرّفوا معانيها وفق مذاهبهم حتى راج مذهبهم وانتشر فكرهم (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).

لذلك وجب التنبيه على أن أكثر التفاسير وجميع كتب شروح الأحاديث قام بوضعها هؤلاء الزنادقة لإضلال الخلق وصدهم عن دين الله تعالى فلا تغتروا بمن يثني على تلك الكتب ويثني على مؤلفيها ويوصي بها فإن العقل والفقه والدين نعمة حرمها هؤلاء نسأل الله العافية.

وأما الممثلة فهم على فرقتين:

فرقة يمثلون صفات الله بصفات خلقه في حقائقها فيقولون أن الله تعالى وتقدس له جسم مكوّن من عظم ولحم وعصب ومخّ ودم.

وفرقة يمثّلون صفات الله الى بصفات خلقه بما فيها من كمال أو نقص، حيث يزعمون أن صفات الله تماثل صفات خلقه بما فيها من كمال أو نقص.

وفرقة يمثّلون صفات المخلوقات بصفات الله تعالى من حيث الكمال، فيزعمون أن من الملائكة والأنبياء والأولياء والمشايخ من صفاته تماثل صفات الله تعالى في كمالها فهم يقدرون ويسمعون ويبصرون ويعلمون كما يقدر الله تعالى ويسمع ويبصر ويعلم. وهؤلاء هم الوثنيّون الذين ينتسبون إلى الإسلام.

وأما أهل السنة والجماعة يقولون: بأن لله عز وجل أسماء وصفات ورد ذكرها في القرآن والسنة وأن القرآن والسنة نزلت على أمة أمية لا يعرفون من الكلمات إلا ما ظهر من معانيها فمحال أن يخاطب الله عز وجل عباده بكلام لا يعرفون معناه ولا يهتدون إلى فحواه فهم يفسرون هذه الصفات بما تعرفه العرب من كلامها ويفوضون معرفة الكيفية لله سبحانه وتعالى فالمعطلة يفوضون المعنى وأهل السنة يثبتون المعنى ويفوضون الكيفية مع نفي الشبيه لله عز وجل في كمال صفاته، ولا يعني هذا نفي الشبه من كل الوجوه لكن صفات الله عز وجل لا يشبهها شيء في حقائقها وفي كمالها وعظمتها وجلالها وجمالها ويقفون حيث وقفت النصوص الشرعية من القرآن والسنة فلا يزيدون ولا ينقصون، فجانبوا بذلك مذاهب المعطلة والممثِّلة.

وأما الناصبة فهم الذين ناصبوا أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم العداء وتعصبوا للأمويين زمن الفتنة بين بني أبي طالب وبني أمية فيستحلون الوقيعة في علي والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين ويبرئون منهم.

وأما أهل السنة فيؤمنون أنهم من خيار خلق الله عز وأن الوقيعة فيهم إن صدرت من عالم فهي دليل على زيغ وضلال وإن صدرت من جاهل فهي دليل جهل وحمق.

وأما الشيعة فهم على ثلاث فرق:

الأولى: توالي جميع الصحابة وتقول خير الصحابة أبو بكر ثم عمر ولكنها تزعم أن علي أفضل من عثمان وقد قال بهذا القول بعض أئمة أهل السنة منهم أبو عبدالله شريك بن عبدالله القاضي وهؤلاء مخطئون مخالفون لما أجمع عليه الصحابة من تقديم أبي بكر ثم عمر ثم عثمان

والثانية: توالي جميع الصحابة ولكنها تزعم أن علي أفضلهم وأفضل من أبي بكر وعمر وعثمان وقد وقع في هذا القول بعض أئمة أهل السنة منهم أبو عامر موسى بن عامر المُرّي فهؤلاء مخطئون ولكن خطأهم أشد من خطأ الأولى.

والثالثة: وهم غلاة الشيعة، ويقال لهم: الرافضة، وهم الذين يتعصبون لعلي بن أبي طالب وذريته ويتبرئون من الصحابة جميعا إلا ثلاثة نفر سلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر.

والرافضة فرق شتى وبين هذه الفرق بعض الاختلافات لكنهم يتفقون على أمور منها: عصمة آل البيت وهم علي وزجته فاطمة وبنيه منها أي: أنهم معصومون من الخطأ والزلل والمعاصي وإعطائهم شيئا من خصائص الربوبية والألوهية تصريحا أو تلميحا بحيث يصرفون لهم شيئا من العبادات كالدعاء والاستعانة والاستغاثة والاستعاذة ويزعمون أن هذا الشرك قربة لهم عند الله لأنهم وحسب زعمهم إنما يتخذونهم وسطاء وشفعاء لهم عند الله عز وجل ويزعمون أيضا أن الله عز وجل لم يبعث الرسل لدعوة الناس إلى توحيد الألوهية وإنما بعثهم لدعوة الناس إلى توحيد الربوبية فهؤلاء الرافضة مشركون.

ولم يكن علماء أهل السنة يطلقون على الرافضة اسم الشيعة بل كانوا يطلقون عليهم أسماء أخرى كالسبئية والزنادقة. بينما كان الرافضة ينتحلون التشيع وموالاة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

والرافضة هؤلاء فرق لم يتبقى منها سوى ثلاثة فرق: الجعفرية والإسماعيلية والنصيرية وبين هذه الفرق اختلافات يسيرة، ولكنها تجتمع فيما ذكرناه. 

ومن ضئضي الإسماعيلية نشأت فرقة الدروز. نسبة إلى مؤسسها محمد بن إسماعيل الدرزي والذي كان يدعي الوهية الحاكم بأمر الله الفاطمي العبيدي.

وأما أهل السنة والجماعة فيؤمنون بعدالة جميع الصحابة وأن خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم باقي العشرة المبشرين بالجنة ومنهم علي بن أبي طالب ثم من أسلم قبل الفتح، ثم من أسلم بعد الفتح، ويستدلون على ذلك بأدلة شرعية من الكتاب والسنة. 

وأما الصوفية فهم قوم من المسلمين زعموا أنهم زهدوا في الدنيا فانقطعوا للعبادة ولبسوا الصوف والخشن من الثياب إلا أنهم وقعوا في بعض البدع اليسيرة كبدعة الذكر الجماعي وما شابه ذلك.

 ولا أعرف اليوم أحدا من العباد والزهاد ينتسب إلى الصوفية اليوم فقد أصبح اسم الصوفية حكرا على غلاة الصوفية.

وغلاة الصوفية فرق من الصوفية وقعوا في التعطيل وهو انكار صفات الباري سبحانه كما وقعوا في التمثيل بحيث مثلوا صفات المخلوقات بصفات الله في الكمال الذي لا ينبغي إلا لله تعالى. لذلك صرفون الدعاء والاستعانة والاستغاثة والاستعاذة للملائكة والأنبياء والصالحين ومعظميهم من الإنس والجن ويزعمون أن هذا الشرك قربة لهم عند الله لأنهم وحسب زعمهم إنما يتخذونهم وسطاء وشفعاء لهم عند الله عز وجل ويزعمون أيضا أن الله عز وجل لم يبعث الرسل لدعوة الناس إلى توحيد الألوهية وإنما بعثهم لدعوة الناس إلى توحيد الربوبية فهؤلاء الصوفية مشركون.

وأما أهل السنة والجماعة فيؤمنون أن الله عز وجل بعث الأنبياء لدعوة الناس إلى توحيد الربوبية والألوهية والصفات وإلى جميع شرائع الإسلام وأن على الإنسان أن يتقيد بجميع ذلك كله ولا يخالفه وأن الله عز وجل أحل لعباده الطيبات مما أحل لهم فعلى العباد أن يأخذوا منها كفايتهم فلا يركنوا إلى الدنيا مطلقا ولا يتركوها مطلقا.

وجميع هذه الفرق التسع، اجتمعت في خمس فرق هم: الرافضة والإباضية والصوفية الأشاعرة والصوفية الماتريدية والصوفية الحلوليّة. 

وشذّت عنهم طائفة وتسمت باسم: السلفية، حاولوا التمسك بمذهب السنة، وهذه الطائفة اخترم مذهب المرجئة والخوارج أكثر المنتسبين إليها، حتى أضحى أهل السنة المحضة قلة قليلة.

ولأهل السنة دليل شرعي من الكتاب والسنة على كل قول من أقوالهم إلا أني أعرضت عن ذكرها اختصاراً فلتبحث في مضانها.

وما من بدعة من هذه البدع إلا وفي كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما أثر عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ما يردها ويكذبها.

وأكثر أهل البدع لا يعتقدون صحة ما هم عليه من الباطل ولكن لما كانت بدعهم سبيلا لنيل شيء من متاع الدنيا وزينتها من مال أو جاه تمسكوا بها ونافحوا عنها ابتاعوا الحياة الدنيا بالآخرة وأولئك هم الخاسرون.

فالواجب على المسلم الحريص على دينه أن يتجنب هذه الفرق ويعلم أن السلامة في التمسك بكتاب الله عز وجل وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين من الأخبار وأن لا يتكلف علم ما لا يدركه علمه إلا بوحي من الله عز وجل وأن لا يقول على الله بغير علم فيكون من الهالكين.

قال تعالى في سورة الأعراف: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ).