إن من ينظر في حال الصوفية والشيعة اليوم يجد أن بينهم شبه كبير يربطهم بمشركي العرب قبل الإسلام مع فارق بسيط لصالح مشركي العرب
فمشركي العرب قبل الإسلام كانوا على بقايا من دين الحنيفية ملّة إبراهيم عليه السلام فهم يحجون ويصومون ويتصدقون ويزعمون أن ماهم عليه هو ملة إبراهيم عليه السلام.
في حين نجد أن مشركي الصوفية والشيعة على بقايا من ملة الإسلام ملة محمد صلى الله عليه وسلم فهم يحجون ويصومون ويتصدقون ويصلون ويزعمون أن ما هم عليه هو ملّة محمد صلى الله عليه وسلم.
عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحلته.
وكذا رواه أبو أسامة، عن هشام به. وزاد: وكان يصلي إلى الكعبة، ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم.
رواه ابن هشام في السيرة
لكن مشركي العرب كانوا يدعون شركائهم من الملائكة والجن والأصنام والأوثان من دون الله تعالى ويستغيثون بهم ويستعيذون بهم ويسألونهم قضاء حوائجهم بجلب المنافع ودفع المضار
وكذلك الصوفية والشيعة يفعلون نفس الشيء مع الأنبياء والصالحين بل إنهم أصبحوا ينحتون أصناما على صور بعض الصالحين كما فعل قوم نوح عليه السلام وكما فعل مشركي العرب، يتبركون بهم ويدعونهم من دون الله تعالى!
بل إن مشركي العرب كانوا يبنون القبور ويشيدونها ثم يعبدونها بدعاءها من دون الله تعالى والإستعانة بها والإستغاثة بها والإستعاذة بها فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى.
كما فعلوا بقبر اللات، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان يلتّ السويق للحاجّ.
وعن مجاهد تلميذ ابن عباس رضي الله عنه، أن اللاتّ كان رجلا يلت السويق لحجاج المشركين فمات فعكفوا على قبره.
رواه الطبري في التفسير
وكذلك الصوفية والشيعة فقد بنو على قبور آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى قبور معظّميهم وأخذوا يدعونهم من دون الله تعالى ويستعينون بهم ويستغيثون بهم ويستعيذون بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى!
وذهب بعض المؤرخين إلى أن اللات اسم صنم كان يعبد في الجاهليّة، حيث كان يزعم مشركوا العرب أن اللات والعزّى ومناة بنات الله، تعالى الله علوّاً كبيرا، وبهذا فاللات ليس وصفاً لرجل، بل هو اسمٌ لامرأة كانت تعبدها العرب في الجاهليّة.
ولكن ما روي عن ابن عباس وتلميذه مجاهد يفيدنا في أن العكوف على القبور، ودعاءها وسؤالها قضاء الحاجات، كان من عبادات المشركين، والذي يظهر أن ابن عبّاس خلط بين القبر الذي كان يعتكف عنده مشركوا قريش، وبين صنم اللات، فظن أن اللات لقب لصاحب القبر، ومثل هذه الأوهام تقع كثيراً عند الرواة.
وكان مشركي العرب يزعمون أنهم إنما اتخذوا الأنداد من دون الله تعالى ليكونوا وسطاء وشفعاء لهم عند الله وأنهم يعتقدون أن هذه الأنداد لا تنفع ولا تضر إلا بإذن الله تعالى.
قال تعالى: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) [الزمر : 3]
قال الإمام الطبري في تفسيره فيما نقله عن ابن عباس ومجاهد وقتادة: "يقول تعالى ذكره: والذين اتخذوا من دون الله أولياء يَتَوَلَّوْنَهُم, ويعبدونهم من دون الله, يقولون لهم: ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلى الله زُلْفَى, قربة ومنـزلة, وتشفعوا لنا عنده في حاجاتنا" اهـ
وقال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [يونس : 18]
قالر الإمام الطبري: "يعني: أنهم كانوا يعبدونها رجاء شفاعتها عند الله" اهـ
ومع ذلك فلم يعذر الله المشركين على هذا، بل بعث إليهم رسولا ينهاهم عن ذلك ويخبرهم بأن هذا هو الشرك الأكبر الذي لا يغفره.
وكذلك الصوفية والشيعة يقولون إنما نعبد الأنبياء والصالحين ليكونوا لنا وسطاء وشفعاء لنا عند الله مع اعتقادنا أنهم لاينفعون ولايضرون إلا بإذن الله تعالى!
وهذا الوجه من أعظم وجوه الشبه بين مشركي العرب ومشركي الصوفية والشيعة وأكثره وضوحاً وبياناً لحال هؤلاء المشركين!
وكذلك من رأى كيف أن الصوفية والشيعة حولوا المساجد إلى محلات للرقص والتصفيق ويدعون أن هذا عبادة تقربهم إلى الله تذكر ما وصف الله به مشركي العرب قبل الإسلام في قوله تعالى:(وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية)
الفارق الوحيد بين مشركي العرب ومشركي الصوفية والشيعة أن مشركي العرب كان إذا حزبهم أمر اخلصوا الدعاء لله تعالى.
قال تعالى مخبراً عنهم: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) [العنكبوت : 65]
قال الطبري فير تفسيره: "يقول تعالى ذكره: فإذا ركب هؤلاء المشركون السفينة في البحر، فخافوا الغرق والهلاك فيه ( دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) يقول: أخلصوا لله عند الشدّة التي نـزلت بهم التوحيد، وأفردوا له الطاعة، وأذعنوا له بالعبودة، ولم يستغيثوا بآلهتهم وأندادهم، ولكن بالله الذي خلقهم ( فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ )يقول: فلما خلصهم مما كانوا فيه وسلَّمهم، فصاروا إلى البرّ، إذا هم يجعلون مع الله شريكا في عبادتهم، ويدعون الآلهة والأوثان معه أربابا." اهـ
ومشركي الصوفية والشيعة إذا حزبهم أمر اخلصوا الدعاء لشركائهم من دون الله تعالى فمن بالله عليكم أشد كفراً وشركاً؟!
ذكر السلف – أئمة أهل السنة والجماعة المتقدمين – أن من لم يكفر الكافر ممن يفهم ولا يجهل فهو كافر فأخشى والله أن يكون من يصف الصوفية والشيعة بأنهم مسلمون أنه قد خلع ربقة الإسلام من عنقه وبرئ من الله ورسوله.