عن جرير بن عبد الله قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: "أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون – أو لا تضاهون – في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا".
رواه أصحاب الكتب الستة.
تعليق: هذا حديث صحيح جليل القدر فيه فوائد عظيمة جليلة كما أنه من الأحاديث التي يغص بها أهل الزيغ والبدع والإلحاد من أئمة الضلال كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية، في هذا الحديث:
- تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم لرؤيتنا بربنا يوم القيامة برؤية القمر ليس بيننا وبينه سحاب، وعلى هذا فرسول الله صلى الله عليه وسلم عند هؤلاء الملحدة مشبه!!
- أن هذا التشبيه يفيد عدة أمور:
أولها: أن الله له صورة حقيقة يراه عباده من خلالها، خلافا لما يدعيه لمتكلمين الملاحدة.
وثانيها: أننا سوف نراه بمقابلة وفي جهة وبيننا وبينه مسافة، خلافا لما يدعيه المتكلمون الملاحدة.
وقد قلت سابقا: أننا ولله الحمد نحن معاشر أهل السنة السلفيون إذا قرأنا القرآن والسنة انشرحت صدورنا واستنارت وجوهنا لما نجد في موافقة ديننا لما أملاه علينا ربنا عز وجل وأملاه علينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولموافقتنا فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لخلق الله.
أما المتكلمون إذا قرأوا القرآن والسنة ضاقت منه صدورهم واسودت وجوههم لما يرون من مخالفة ظاهر الكتاب والسنة لدينهم، فيعمدون إلى تحريف معانيه وليّ مبانيه، وسعوا الي تبديل خلق الله وافساد فطر الناس السوية حتى قالوا: أن القرآن ليس هدى في معرفة الله وصفاته، وأن الأخذ بظاهره كفر وضلالة، وأن السنة التي تخالف حججهم اللاعقلية يحكمون بأنها كدب وإن كان سنده كالشمس صحة ومتانة فالحمد لله رب العالمين على آلاءه التي لا تحصى.