كنت استمع مرة لمحاضرة للشيخ محمد سعيد رسلان عن سيد قطب وجماعة الإخوان المحاضرة طويلة ولكن ما شدّ انتباهي هو أن الشيخ في هذه المحاضرة أسقط منهج الموازنات تماما ولم يعتبر به مطلقا
ففوجئت أنه عمل محاضرة مدتها ايضا ساعة في الدفاع عن ابن حجر والنووي وأشباههم من جهال المتكلمين ضد من يسميهم الغلاة الحدادية! اثنى فيها على المذكورين ثناءا عطرا والتمس لهم في ما أخطئوا فيه الأعذار وكأ،هم مخطئون في مسألة اجتهادية! وقرر في تلك الحاضرة منهج الموازنات!!
فقلت: سبحان الله هل الشيخ يرفض منهج الموازنات أم يقبله ؟ ولماذا أسقطه عندما كان يتكلم عن سيد قطب وقرره مع ابن حجر والنووي ؟ وكيف لا يعذر سيد قطب وهو جاهل متكلف يتكلم في علم لا يحسنه ويعذر ابن حجر والنووي وهما عالمان وقرأ القرآن والسنة والأحاديث والىثار ومع ذلك ضلوا في مسائل واضحات من العقيدة ؟! ومن أحق بالعذرعند الشيخ محمد سعيد رسلان سيد قطب الجاهل المتكلف أم ابن حجر والنووي وهما عنده يعتبران من علماء المسلمين؟!
وهذا ما نسميه أتباع الهوى فمع الأشخاص الذين نبغضهم وورثنا بغضهم من مشايخنا نسقط منهج الموازنات لنسقطهم حتى ولو كانت خلافاتنا معهم ليست في صميم العقيدة بل في مسائل فرعية وأما مع الأشخاص الذين نحبهم وورثنا حبهم من مشايخنا نقرر معهم منهج الموازنات لنعدّلهم ولنجد عذرا لنا في حبهم حتى لو كانت خلافاتنا معهم في صميم العقيدة والعياذ بالله ونسقط عقيدة البراءة مع من يستحق أن نبرأ منه لله تعالى!
وهذا الأسلوب المريض في الأحكام هو الذي دفع المدرسة "الجامية" كما تسمى "مع أني لا أعرف الشيخ الجامي جيدا وربما يكون نسبة هؤلاء إليه ظلما" في أمر مريج من المشاحنات والمهاجرات والبغضاء والبراءة بعضهم من بعض في مسائل فرعية تافهة في حين تجدهم يتجاوزون لكبار جهال الأشاعرة فواقرهم التي تهدم الدين لمجرد أن علماءهم يقولون لهم ذلك!!! فربيع المدخلي يخاصم عبيد الجابري ومحمد بن هادي المدخلي يخاصم عبدالله البخاري حتى انتقلت هذه العدوى إلى الجزائر وكأنها أصبحت كالطعام والشراب بالنسبة لهذه الطائفة لا يصبرون عن إحداث المشاكل بينهم حتى تصل إلى الشكاوى والمرافعات القضائية فسنيقرة في مشاكل مع فركوس .. الخ وتجد بين طلاب هؤلاء المستشيخة من المشاحنات والمهاجرات شيء عجيب غريب ويبرأ بعضهم من بعض ويبدع بعضهم بعض وهذا كله بسبب خلافات فرعية تافهة في حين أنهم يتغاضون عن فواقر جهال الأشعرية بل ويبرأون ممن يبرأ منهم ويبدعون من يبدعهم .. الخ وهذا حقا من عجائب الأمور تشعر عندما تفكر في هذا الأمر أن هؤلاء القوم ليس في رؤوسهم أدمغة وأن قلوبهم منكوسة إنهم ال يختلفون كثيرا عن بلهاء الصوفية والرافضة والأشعرية والإباضية وتتذكر حديث النبي "الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة" ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهذا إن دل دل على فساد نية القوم فلو صلحت نيتهم لصلحة أخلاقهم والله أعلم
ولا يظن ظان أنني أوالي السرورية أو الإخوان أو سيد قطب بل أنا أضللهم وأتبرأ منهم فهم عندي والجامية في الضلالة سواء لذلك أنا كنت أقول في نفسي إذا عذرت الجامية في أخطاءهم واحتويتهم فيلزمني أن أعذر السرورية في أخطاءهم وأحتويهم وإلا كنت متناقضا وإذا برئت من طائفة لزمني البراءة منهم كلهم
فأنا أكتب هذا الكلام وأنا أرجوا من السلفية المعاصرة أن ترجع إلى كتاب الله وسنة نبيه وإلى علم السلف الأوائل ومنهج السلف الأوائل وأن تترك ما عدى ذلك ولتعلم أن العلماء بشر ممن خلق الله فيهم الصالح والفاسد ومنهم من يريد الدنيا ومنهم من يريد الأخرة فالأمر الأول الأمر الأول وأن يتحلوا بأخلاق النبي ويدرسونها جيدا ويطبقونها جيدا.