حديث "حجابه النور" والرد على المعطلة

عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ : النَّارُ - لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ.

حديث صحيح، رواه أحمد ومسلم وابن ماجه.

قلت: هذا حديث عظيم، يأخذ بكظم الزنادقة الأشاعرة والماتريدية، وينقض ملّتهم التي ورثوها عن ملاحدة اليونان، وأحزاب الشيطان.

وفيه إثبات علو الله تعالى بذاته على عرشه، بدليل قوله "يرفع إليه" فالضمير في قوله "إليه" عائد إلى الله تعالى.

وفيه إثبات أن لله تعالى وجهاً، بقوله "لأحرقت سبحات وجهه" 

وفيه إثبات أن لذات الله حداً وغاية، بدليل أن لذاته حجاباً من نور أو نار، يحول بين ذاته وبين خلقه.

وفي ذلك إثبات البينونة بين الله وبين خلقه.

بل وفيه إثبات أن من خلق الله تعالى من يحدّ ذات الله تعالى بإذنه سبحانه وتعالى، وهو النور أو النار، الذي جعله حجاباً بينه وبين خلقه.